من أنت؟
أكثر من مرّة سُألت هذا السؤال من أشخاص تعرّفت عليهم حديثاً…
قد يبدو ااسؤال بسيطاً للغاية، و لكنّه في الحقيقة أعمق بكثير و أكثر تعقيداً…
فالمقصود من السؤال هو ليس اسمك و لقبك و من أين أتيت، أو ماذا تفعل في حياتك، أو ما هي هواياتك، أو غيرها…
المطلوب كجواب هو من أنت كشخص؟ كيف تعرّف نفسك؟ كيف ترى شخصك بمنظارك الدّاخلي؟ و كيف تريد النّاس أن يروك؟
و لكن كيف يستطيع الشخص أن يلمّ بجوانب شخصيّته كلّها المختلفة و المعقّدة في تعريف واحد مختصر و بسيط يعكس صورة دقيقة عنه؟ كيف يكون هذا التعريف لمحة إلى داخل شخصك و أفكارك و أحلامك و ما تؤمن به و آرائك و أكثر؟
هذا بالتأكيد مستحيل؛ قد يتطلّب الأمر ساعات فقط للدخول في بعض التفاصيل…
و لكن قوّة هذا السؤال تكمن في أنّه يجعلك تفكّر بينك و بين نفسك لماذا يصعب عليك ايجاد ردّ مناسب و قاطع له؟ ممّا يؤدّي إلى أسئلة أخرى تسألها عن حياتك، مدى سعادتك بها، مدى ادراكك لما تريد أن تصل إليه في حياتك و غيرها من الأسئلة المهمّة عن نفسك و وجودك…
كما تجد نفسك تفكّر في الرّدود التي تودّ لو أنّك تستطيع إعطائها لهذا السؤال…
كلّ هذا جيّد جدّاً، فهو من المهم جدّاً أن يأخذ الشخص خطوة إلى الوراء من حين إلى آخر لينظر إلى حياته من بعد و يفكّر في كيفيّة تحسينها و أين يريد أن يصل بها و ما يريد أن ينجزه… فالحياة بدون هدف واضح لا تؤدّي إلى أيّ مكان…
فنصيحتي للجميع أن تسألوا أنفسكم من فترة إلى أخرى: من أنا؟
فهذا السؤال قد يكون مفتاحاً لحياة أفضل و أنجح و مليئة بالسعادة و المعاني لكم…
عزيزي القارئ… عزيزتي القارئة…
من أنت؟