منتديات الغروب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نتمنى لكم قضاء اجمل الاوقات في منتديات الغروب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكذب” إبداع في خداع النفس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mblove5
قلم مميز
قلم مميز
mblove5


المساهمات : 71
تاريخ التسجيل : 22/06/2008
الموقع : http://DDDMMM.YOO7.COM

الكذب” إبداع في خداع النفس Empty
مُساهمةموضوع: الكذب” إبداع في خداع النفس   الكذب” إبداع في خداع النفس Emptyالأحد يونيو 22, 2008 4:08 pm

يمارسه الحيوان والنبات قبل الإنسان
“الكذب” إبداع في خداع النفس
ترجمة: حسن حسن
يجري الكذب عبر التاريخ البشري مثل خيط طويل بلا نهاية، ويعتبر من أهم روافد الأدب من أيام هوميروس حتى روايات هذه الأيام، واذا نظرنا الى السينما نجد ان حبكة الأفلام تعتمد على الخداع والكذب بصورة أو بأخرى، والكذب عبارة عن مهارة تتدفق من أعماقنا، ونستخدمها على نطاق واسع. كتب الأديب الأمريكي مارك توين قبل حوالي قرن من الزمن عن الكذب: “جميعنا يكذب كل يوم، وكل ساعة، سواء في النوم أو اليقظة في أحلامنا، وفي فرحنا وحزننا. واذا صمت المرء، فإن يديه، ورجيله وعينيه تظهر الخداع”.
تؤكد الأبحاث ما قاله توين، ففي عام 2002 أجرى عالم النفس روبرت فيلدمان من جامعة ماساشوستس بحثاً، صور خلاله عدداً من الطلاب سراً، عندما طلب منهم التحدث الى أحد الغرباء، وبعد ذلك طلب منهم تحليل الفيلم وتدوين عدد الكذبات التي قالوها، واعترف حوالي 60% من الطلاب موضوع الدراسة أنهم كانوا يكذبون مرة كل عشر دقائق من الحديث. والغريب ان النساء والرجال كانوا يكذبون بوتيرة واحدة غير ان النساء مستعدات أكثر للكذب لجعل الغريب يشعر بأنه على ما يرام، في حين ان الرجال كانوا يكذبون معظم الوقت ليظهروا في صورة أفضل.
وفي دراسة أخرى أجراها قبل عقد من الزمن ديفيد فوكس، وكارولين شاشت، من جامعة (بست كارولينا)، اعترف 92% من الطلبة انهم كذبوا على أصدقائهم.
والأمر المثير للسخرية ان الباحثين اضطروا للخداع للكشف عن كذب الطلاب الخاضعين للبحث وركزوا على الكذب بمعناه الضيق أي ان يقول المرء شيئاً لم يحدث، ولكن الحقيقة ان البشر يلجأون الى الخداع بطرق عديدة مثل الماكياج والتخفي بأشكال تختلف عن الشخصية الحقيقية، واللجوء الى عمليات التجميل، واستخدام العطر وتغيير رائحة أجسامنا، وأن نذرف أحياناً دموع التماسيح، ونبتسم لأشخاص لا نحبهم حتى بات الكذب اللفظي جزءاً صغيراً من الخداع البشري.
والسؤال المطروح: لماذا نكذب باستمرار؟ الجواب بسيط، وهو لأنه يساعدنا على النجاح في تجاوز الكثير من القضايا.
والجديد ان الكذب ليس عادة بشرية، والانسان ليس المخلوق الوحيد الذي يستغل الكذب، فالنباتات والحيوانات تتواصل مع بعضها بالأصوات والعروض الطقوسية، والألوان والمواد الكيماوية المنتشرة في الهواء وطرق أخرى، وافترض علماء الأحياء ان الوظيفة الوحيدة لأنظمة التواصل هذه كانت لارسال معلومات صحيحة. ولكن مع تطور العلوم نكتشف ان الأنواع الأخرى تبذل جهوداً كبيرة لارسال رسائل غير صحيحة.
وتعرض نبتة مرأة الاوركيد زهوراً زرقاء جميلة عبارة عن أشكال شبيهة بإناث الدبور. وتصنع الزهور خليطاً من المواد الكيماوية شبيهة بالمواد الكيماوية التي تطلقها الاناث لجذب الذكور اليها. وتساعد هذه الاشارات البصرية الشمية على جعل ذكر الدبور يبقى فوق الزهرة لأطول مدة ممكنة تضمن أن أكبر كمية من غبار الطلع علقت في جسمه، وبالطبع فإن الأوركيد “لا تنوي” خداع الدبور غير ان اسلوب خداعها يعتمد على شكلها، الذي ساعدها في البقاء عبر التاريخ.
ولاحظ علماء بريطانيون ان قرد البابون يلجأ الى الخداع ليس اعتماداً على شكله مثل اوركيد المرأة، وانما معتمداً على مخزون من التجارب في التعامل مع تغيرات البيئة الأمر الذي دفع العالمين البريطانيين ريتشارد بيري واندرو وانين الى التوصل الى فرضية التفكير الميكيافيللي بعد مراقبة طويلة لهذه القرود، والتي مفادها ان ذكاء القرود ناتج عن الحاجة للتحكم مع الأشكال المتطورة من المجتمعات التي تعيش فيها.
خداع أنفسنا: الأمر المثير للدهشة أي الأسباب الرئيسية التي تجعلنا بارعين في الكذب على الآخرين، هي قدرتنا على الكذب على أنفسنا. وهناك عدم تناظر غريب في كيفية تقسيم الخداع، ورغم استعدادنا لاتهام الآخرين بخداعنا، فإننا نغفل على نحو غريب عن ازدواجيتنا.
ولطالما اربكت ظاهرة خداع النفس العلماء منذ أكثر من ألفي عام فمن حيث الظاهر الفكرة غير منطقية، غير ان الشخصية المتناقضة لخداع النفس جاءت من الفكرة التي طرحها بصورة رسمية عالم الرياضيات الفرنسي رينيه ديكارت في القرن السابع عشر، والتي تقول إن العقل البشري يكون شفافاً بالنسبة لصاحبه، كما ان استبطان المرء لأفكاره ومشاعره ينتج فهماً صحيحاً لحياته الذهنية.
واذا كنا نأمل أن نفهم الخداع الذاتي فعلينا أن نستفيد من مفهوم علمي عن كيفية عمل العقل. ومن المعروف ان الدماغ يتألف من عدد من الأنظمة الوظيفية. والجزء المسؤول عن التفكير، يكون مميزاً عن الجزء الذي ينتج التجارب الواعية. والعلاقة بين النظامين يمكن أن تكون شبيهة بالعلاقة بين المعالج والشاشة في الكمبيوتر الشخصي. فالعمل يحدث في المعالج، والشاشة لا تفعل شيئاً سوى عرض المعلومات التي نقلها اليه المعالج إليها، وبنفس الطريقة فإن نظام التفكير هو الذي يقوم بالتفكير في حين يعرض الوعي المعلومات التي تصله، ويلعب دوراً في التفكير أقل أهمية مما اعتقد سابقاً.
وساند هذه الصورة العامة الكثير من الأدلة التجريبية. وبعض الدراسات التي نالت قدراً كبيراً من النقاشات أجريت قبل عدة عقود من قبل عالم الأعصاب بنجامين ليبيت من جامعة كاليفورنيا، ووضع ليبيت عدة أشخاص خلال تجربة أمام زر وساعة متحركة بسرعة وطلب منهم الضغط على الزر في لحظة ما وملاحظة الزمن في اللحظة التي يشعرون بأنهم يرغبون بالضغط على الزر، وقام ليبيت بتوصيل أقطاب على الدماغ عند المنطقة التي تتحكم بالحركة لدى كل مشارك في التجربة لمراقبة التوتر الكهربائي الذي يحدث عندما يستعد الدماغ للقيام بعمل معين.
واكتشف ان الدماغ البشري يستعد للقيام بالعمل قبل ثلث ثانية من التقرير بشكل واع ببدء الفعل. وبعبارة أخرى، انه بالرغم من المظهر فإنه ليس الدماغ الواعي الذي يقرر القيام بأي عمل، بل ان القرار يتم اتخاذه بصورة غير واعية. ومع ان الوعي يجب أن ينسب له الفضل، إلا أنه يعلم بالقرارات غير الواعية بعد اتخاذها. وتشير هذه الدراسة وأخرى شبيهة بها الى أننا ننخدع بصورة منظمة بالدور الذي يلعبه الوعي في حياتنا، والأمر الأكثر غرابة، أن الوعي ربما لا يقوم بأي شيء سوى عرض نتائج اللاوعي.
ويعطينا هذا النموذج العام للعقل مدعوماً بالكثير من الدراسات المتنوعة، ما نحتاجه بالضبط لحل مشكلة تناقض خداع النفس، على الأقل من الناحية النظرية. فإننا قادرون على خداع أنفسنا عن طريق استحضار فلتر بين التفكير اللاواعي والادراك الواعي. ويعمل الفلتر على استباق المعلومات قبل أن تصل الى الوعي، لمنع الأفكار المنتقاة من الانتشار عبر الممرات العصبية الى الوعي.
لكن لماذا ينبغي استخدام فلتر للمعلومات؟ من الناحية البيولوجية، فإن هذه الفكرة تنطوي على مشكلة لأن فكرة وجود توجه نحو حرمان أنفسنا من المعلومات تبدو غير معقولة، وغير مفيدة بيولوجياً، ولكننا نجد الدليل عند مارك توين الذي ترك لنا شرحاً رائعاً وذكياً عندما كتب: “عندما لا يتمكن شخص من خداع نفسه، فإن ثمة فرصاً لكونه غير قادر على خداع الآخرين”. لأن خداع النفس يساعدنا على خداع الآخرين والكذب عليهم بصورة أكثر اقناعاً. ولذلك عندما نخفي الحقيقة عن أنفسنا فإننا نخفيها عن الآخرين.
وفي بداية السبعينات من القرن الماضي اضاف البيولوجي روبرت تريفرز من جامعة رونجرز بعداً علمياً لأقوال توين، اذ يرى أن خداعنا لأنفسنا قد يكون حلاً لمشكلة تأقلم واجهها أسلافنا باستمرار عندما حاولوا خداع بعضهم بعضاً. والخداع يمكن أن يكون عملاً خطراً أحياناً، ففي المراحل البدائية لوجود الانسان كان الشخص الذي يرتكب الخداع يعزل من الجماعة أو يتم نفيه.
وبالرغم من ان فرضية تريفرز يصعب اختبارها، فإنها نالت الكثير من الاستحسان باعتبارها التفسير البيولوجي الوحيد لخداع النفس وانه سمة من سمات تكيف العقل البشري مع واقعه.
وبالطبع، فإن خداع النفس ليس مطلقاً دائماً، وندرك أحياناً بأننا نتعرض للخديعة من أنفسنا، ولكننا نرفض وبعناد الافصاح عن ذلك لأنفسنا. ندرك ان القصص التي نرويها على أنفسنا لا تنسجم مع سلوكنا، وعلى سبيل المثال، فالطلبة الذين اعترفوا بكذبهم عندما شاهدوا أنفسهم في فيلم الفيديو أدركوا أنهم كانوا يكذبون في ذلك الوقت، وبلا شك فإنهم لن يتوقفوا عن الكذب لأن ذلك السلوك لم يزعجهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكذب” إبداع في خداع النفس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الغروب :: الغروب العامه :: القسم العام-
انتقل الى: