أحمد بن عبد القادر من مواليد عام 1941م نشأ في بيئة بدوية تحترف تربية المواشي وتنتشر فيها المعارف العربية، الإسلامية، وقد تعلم الشعر من عائلته.
عمل مدرساً بالتعليم الابتدائي من عام 1965م إلى 1971م.
شارك في تحرير نشرية (موريتانيا الفتاة) وهي أول نشرية للقوميين العرب بموريتانيا. كما عمل محرراً في نشرية (صحيفة المظلوم) السرية التي كانت تصدرها الحركة الوطنية الديمقراطية في بدايات السبعينيات. عضو لجنة القيادة المحلية لحركة القوميين العرب عام 1966م بزعامة الدكتور جورج حبش آنذاك.
عرف السجن السياسي ثلاث مرات في الستينيات والسبعينيات. له ديوان شعر جمع فيه كل القصائد ما بين 1961م إلى 1977م، ونُشر ببيروت بعنوان (أصداء الرمال).
له روايتان هما: (الأسماء المتغيرة) و (القبر المجهول).
++++++
من قصيدة مهرجان الشعر المغاربي
بعنوان : أحبـــابنـــــا الأُول
وادي الأحبة هلاّ كنت مَرْعَانَـا؟
إن الحبيبَ حبيـبٌ حيثُمـا كَانَـا
ويا أخا البُعد هل تشفيـك قافيـة
تبوح بالنفس أنفاسـا وأشجانـا؟
أفًّ على الشعر والدنيا بأجمعهـا
ما لم تقرب إلى الإخوان إخوانـا
هوِّن عليك فذاك الشمل مجتمـع
والنجع لاقى على التحنان خلانـا
إن الحمائم قـد عـادت مغـردة
فوق الغصون وعاد البان نشوانـا
أما رأيت طيور البحـر حائمـة
في أفقنا ترسم الأفـراح ألوانـا؟
فسل معللة الأنخاب هـل نسيـت
بعد الرحيق كؤوسا كُنَّ هجرانـا؟
وسل أحباءك الآتين كيـف أتـوا
وكيف ناموا على الهجران أزمانا؟
وشائج الأرض أقوى في نوازعنا
والحر ينسى طباع الحر أحيانـا!
أحبابنا الأهل مرحى يوم مقدمكـم
هذا لقانا فهـل تنضـم أشلانـا؟
هذا لقانا فهـل آمالنـا انعتقـت؟
وهل نسيم ربيع الوصل قد لانـا؟
نريده صفعـة للأمـس توجعـه
إذا الغد الأبلـج البسـام وافانـا
نريـده غرسـة للمجـد واحـدة
دوحا يكلل عريَ الأرض تيجانـا
ولا نريـد مواثيـقـا مـطـرَّزة
تعيش في الورق المنسيِّ أدرانـا
ولا نريـد ابتسامـات مؤقـتـة
تغشى الوجوه وتغدو بعدُ نكرانـا
قبل اللقا أحرف التاريخ ما عرفت
وجه الصباح ولم تطلبه عنوانـا!
كـأن طـارقَ أوصانـا بأندلـس
شراً وعقبة لـم يمـرر بمَغْنانـا!
نروي لأبنائنا فخـر الجـدود ولا
نبدل الشوك عبر الدرب ريحانا!
وكيف ينفعنا عـز الأوائـل مـادُمنا
بُغَاثاً وطار الغيـر عُقْبَانـا؟
حار الأدلاء والبيداء تبحث عـن
نجم السبيل ولم تعرف لـه شانـا
وإنمـا نفحـات الضـاد تسعفنـا
نورا إذا الليل في بلـواه أعشانـا
وللريـاح تراتيـل بغيـر هـدىتسبي
الذي يعبر الأمواج وسنانـا
وتخطف البرق من أحشاء سطوته
وتترك الغيم في عليـاه ظمآنـا!
لو أن سيف أبي بكر ويوسف لـ
منغمده فينا تخطى اليـوم بيسانـا
ومض الحجارة يزهيـه فيسألنـا
متى تطاول سيل الدمع بركانـا؟!
ماأروع الجرح تجفـوه ضمائـده
حيّا ويرمي وجوه الظلم نيرانـا!
أحبابنا الأهل لا شط المزار بكـم
بعـد التدانـي ولا ملتـه دنيانـا
لولا المرابع والذكرى لما انطفأت
بعض الحروق التي تشوي حنايانا
فيم التفرّق والأهـداف تجمعنـا؟
لا يعلـم السـرإلا الله مولانـا!
ما كـان أقربكـم منـا وأبعدكـم
ما كـان أقربنـا منكـم وأدنانـا!
كم ذا أخاصم قلبي حين أهجركم
وأمتري منـه سُلوانـا ونسيانـا
ويرفض القلب أن تنـأى قلوبكـم
إن الحبيب حبيـب حيثمـا كانـا