[center]اخلاق المسلمة مع نفسها
المرآة المسلمة ذكية تدرك أنها مكونة من جسم وعقل وروح ، وعليها أن تعطي لكلٍ حقه ، فلا تفرط في جانب من هذه الجوانب على حساب جانب آخر ؛ فهي توازن بينها وهذا التوازن تستهديه من الإسلام الحنيف الذي حث على التوازن ورغب فيه ؛ ولتحقيق هذا التوازن نوصي الأخت المسلمة بما يأتي :-
1ـ العناية بجسمها
أ. الاعتدال في الطعام والشراب :
وهذا الاعتدال يجعل المرأة صحيحة البدن قوية البنية نشيطة غير مترهلة ولا ثقيلة الوزن ، لقوله تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " الأعراف/31 وقوله صلى الله عليه وسلم "( ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإذا كان لا محالة فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) رواه الترمذي وابن ماجه ، فإياك أختاه من الشره والإسراف واحذري أيضا من التقتير والإجحاف .
ب . تزاول الرياضة البدنية :
إن الاحتفاظ باللياقة البدنية والنشاط الجسمي و الصحة العامة أمور دعى اليها الإسلام ومن الوسائل لتحقيق ذلك ان تزاول المرأة جانبا من الرياضة البدنية بما يناسب جسمها ووزنها وسنها وبيئتها ولذلك نجد النبي (صلى الله عليه وسلم ) كان يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها مع مراعاة الشروط الإسلامية التي بيناها سابقا ؛ ثم لانقصد ولا ندعو بذلك إلى رياضة الملاعب وأماكن الرشاقة وغيرها من الأماكن التي تحيط بها الشبهات والمنكرات .
ج . نظافة الجسم والثياب :
على المرآة المسلمة أن تحرص على نظافة جسمها وثيابها ، لقوله تعالى ( وثيابك فطهر ) وفي فقه الطهارة ما يغني عن التوسع في ذلك على إننا نؤكد على ضرورة الاعتناء بسنن الفطرة خاصة نظافة الفم والأسنان والأظافر والآباط وغيرها ؛ كما عليك أن تجتنبي من الطعام ما فيه رائحة منفرة ، كذلك على المرآة أن تهتم بشعرها من خلال غسله وإصلاحه وتجميله وتعطيره لقوله صلى الله عليه وسـلم ( من كان له شعر فليكرمه ) رواه أبو داود .
د. الاهتمام بالهيئة :
على المرآة المسلمة أن تعتني بلباسها ومظهرها وتكون حسنة الهيئة أنيقة المظهر من غير تبرج ولا مغالاة ولا سرف لتقرَّ عين زوجها ، وليأنس بها أولادها وصديقاتها، فالاسلام نهى المسلمين و المسلمات عن أن يذلوا أنفسهم يقول الله تعالى (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) الأعراف /32 ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله جميل يحب الجمال ) رواه مسلم ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) رواه البيهقي ، فعلى المرآة أن تكون متوازنة في ذلك من غير إفراط ولا تفريط ولتحذر ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه من ثياب الشهرة والتشبه بثياب الرجال وغيرها كالثياب الشفافة والضيقة والقصيرة .
هـ. النــوم :
على المرآة المسلمة أن تهتم بمسألة نومها فلا تسرف في النوم فتضيع وقتها وتفرط بكثير من واجباتها ، ثم أن ذلك يؤثر على سلامة الجسم ونشاطه ، وعليها ان لا تتأخر عن النوم بعد صلاة العشاء إلا لضرورة ( مذاكرة علم أو محادثة ضيف أو مؤانسة الأهل ) لأن النبي صلى الله عليه وسلم: كره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها متفق عليه ، ولا تطيل السهر فتفوتها صلاة الفجر ، وعليها أن تراعي الهدي النبوي عند النوم من التوضىء قبل النوم ، والنوم على الشق الإيمن والطهارة والاذكار ، لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب رضي الله عنه : اذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن ، ثم قل : اللهم إني أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك ووجهت وجهي اليك رغبة ورهبة اليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ) ولا تنام على البطن لقوله صلى الله عليه وسلم ( إنها ضجعة يبغضها الله تعالى ) رواه ابو داود .
وعليها أن تحاسب نفسها قبل النوم عما بدر منها في اثناء النهار فإذا كان خيراً حمدت الله وإن وجدت غير ذلك استغفرت الله ( حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ) .
2 ـ احترام عقلها :
أن العناية بالعقل لا تقل أهمية عن العناية بالجسم ، بل وتقدم عليها وليس من زينة للعقل كالعلم ولذلك حث الاسلام المسلمين والمسلمات على طلب العلم لقوله تعالى (وقل ربِّ زدني علماً ) طه / 114 ، وقوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ) رواه ابن ماجه . أي ومسلمة ، ولقد أدركت المسلمة الأولى أهمية العلم فسعت إليه بنفسها فقد جاء رهط من نساء الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقلن يا رسول الله أجعل لنا يوما من نفسك نتعلم فيه فقد غلبنا عليك الرجال فقال لهن ( موعدكنَّ دار فلانة فأتاهنَّ فيها ووعظهنَّ وذكرهنَّ وعلمهنَّ ) ، بل كانت المرأة المسلمة لا تستحي من السؤال عن أحكام دينها كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها (نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهنَّ الحياء أن يتفقهنَّ في الدين ) وحسبك أختاه قدوة وأسوة أمهات المؤمنين خاصة السيدة عائشة رضي الله عنها التي كان الصحابة يأتونها يسألونها علما حتى ألف الزركشي كتاب
( الإجابة فيما استدركته السيدة عائشة على الصحابة ) .
العلوم النافعة للمرآة
أول ما ينبغي على المرأة المسلمة الواعية أن تتعلمه كتاب الله تلاوة وحفظا وتفسيرا ، ثم سنة النبي (صلى الله عليه وسلم ) وبعدها العقيدة الاسلامية الصحيحة السليمة ، والفقه الإسلامي الميسر وأيضا عليها أن تطالع سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم ) وتاريخ الاسلام مع التركيز على أخبار الصحابيات والتابعيات والرموز النسائية الخالدة . ثم عليها أن تركز على المسائل التي تخص المرأة ومنها أن تتعرف أخلاق المرأة المسلمة وآدابها وتطالع ما يكيده أعداء الأسلام ضد المرآة المسلمة ولتحصيل لهذه العلوم ننصح بالكتب الاتية :
- التفسير: صفوة المعاني ـ زبدة التفسير ـ تفسير السعدي ـ تفسير ابن كثير .
- السنن : الترغيب والترهيب ـ رياض الصالحين
- السيرة النبوية:الرحيق المختوم ـ السيـرة النبوية لابن كثير ـ السيرة النبـوية الصحيحة للدكتور اكرم العمري.
- الفقة : فقه السنة ـ الوجيزفي فقه السنة والكتاب العزيز ـ المفصل ـ فقه المرآة المسلمة .
- العقيدة : سلسلة العقيدة للدكتور عمر سليان الاشقر ـ مختصر العقيدة الإسلامية ـ كتاب الإيمان للدكتور محمد منعم ياسين .
ومن الكتب الأخرى التي ننصح بقراءتها كتب
( الأذكار ، مختصر منهاج القاصدين ، منهج التربية النبوية للطفل ، تربية الأولاد في الإسلام ، ويسألونك عن المرآة ، إليك أيتها الفتاة المسلمة ) وغيرها من الكتب .
وأما العلوم الأخرى التي تنفع المرآة من حيث التحصيل الدراسي فهي تنحصر بالعلوم التي تخدم المرآة وتصونها ، مثل الطب والتعليم والتربية والعلم الشرعي وهذه من أفضل الاختصاصات التي تتلاءم مع قابلية المرآة وقدراتها و مؤهلاتها ، مع مراعاة الشروط و الضوابط الاسلامية في تعلم المرآة المسلمة كذلك على المرآة المسلمة أن تصون عقلها من الانحراف وراء الخرافات والكهانة والسحر وأهل البدع وملازمة القبور فقد حذر الإسلام من الركون إلى هذه الأمور وخير سلاح للقضاء على هذه الانحرافات التمسك بالعقيدة السليمة المبنية على الكتاب والسنة الصحيحة.
3 ـ تسمو بروحها :
الإسلام اعتنى بالتربية الروحية والنفسية اعتناء كبيراً فعلى المرآة المسلمة أن تلتفت إلى البناء الروحي والسكون النفسي لتكون ذات شخصية ناضجة ومعتدلة ومتزنة ويكون هذا البناء الروحي والتهذيب النفسي من خلال ما يأتي :
* لزوم العبادة :
فهي التي تصقل النفس وتسمو بالروح إلى أعلى ألمراتبها ومن أشد العبادات التي تهذب النفس الصلاة والأذكار وقراءة القران.
* اختيار الرفيقة الصالحة ولزوم مجالس العلم والإيمان :
فان هذه الصواحب والمجالس تؤدي إلى ترقيق القلب وتزكية النفس وخشوع الجوارح وتسمو بالإنسان حتى تخالط قلبه بشاشة الإيمان لذلك كان الصحابة يقول أحدهم للآخر قم بنا نزداد إيمانا أو تعال نؤمن لربنا ساعة .
ولنا تكملة باذن الله
تحياتي أبو ملاك